مع كل الغموض الذي يكتنف سوق أدوات التدقيق اليوم، يظل السؤال ما إن كانت شركات المحاسبة والتدقيق ستستثمر في الذكاء الاصطناعي أم لا.

فهناك مجموعة كبيرة من الادعاءات والأخبار على الإنترنت، بداية من التكنولوجيا "غير الجاهزة" وصولًا إلى البائعين الذين يعلنون أن الذكاء الاصطناعي بالفعل ضمن أدواتهم، وفي النهاية يتعين على الشركات أن تقرر متى تستثمر في الذكاء الاصطناعي، أو بالأحرى ما هي الأداة الممكنة بالذكاء الاصطناعي والتي تحقق أفضل عائد على الاستثمار.

من خلال فهم مدى ملائمة الذكاء الاصطناعي مع البنية التحتية للتكنولوجيا وعمليات التدقيق الخاصة بهم، فبإمكان مديري التدقيق والشركاء اختيار الحل الأكثر فعالية، حيث من الأهمية بمكان فهم المعنى الحقيقي للذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي، وأثر ذلك على الشركة.

فكيف تقيم الشركات مدى استعدادها للذكاء الاصطناعي وتقييم البائعين المحتملين؟

دراسة جدوى الذكاء الاصطناعي

قبل اعتماد الذكاء الاصطناعي، يجب أن تفهم الشركات كيف سيعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين أعمالها وتحقيق قيمة جديدة للعملاء، سيساعد فحص إجراءات العمل وفقًا لهذه المعايير على تحديد ماهية المساعدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي:

• كم عدد عمليات التدقيق التي يتم إجراؤها كل عام؟
• ما هو متوسط ​​حجم عمليات التدقيق، في عدد من المعاملات؟
• ما هي تكاليف التدقيق؟
• ما هي المخاطر التي تواجهها الشركة مع عمليات التدقيق تلك؟

رغم المزايا الكبيرة التي تحققها الشركات الكبيرة التي تقوم بالعديد من عمليات التدقيق على نطاق واسع، إلا أنه يتعين على الشركات من جميع الأحجام التفكير بجدية في استخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة وأن التحدي الذي تواجهه الشركات الأصغر في الماضي يتمثل في الاستثمار المطلوب للتقنيات الحديثة.

حيث نشهد اليوم توجهًا نحو "إضفاء الطابع الديمقراطي" على الذكاء الاصطناعي والذي يمكن جميع الشركات من المشاركة بحلول أكثر فعالية من حيث التكلفة.

على سبيل المثال، ذكرت سامنتا بولنج، محاسب إداري عالمي معتمد "CGMA"، ومحاسب قانوني معتمد "CPA"، وشريك في Garbelman Winslow، بعد إدخال الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في شركتها الصغيرة قائلة "يوفر الذكاء الاصطناعي لي مستوى من الطمأنينة أنني أبحث في المكان المناسب."

كما تستخدم الشركة الذكاء الاصطناعي لتحديد ما إن كانت ستقبل عميلًا جديدًا أم لا من خلال فحص دفتر الأستاذ العام بحثًا عن المخاطرة، وتفرض المزيد من الرسوم على العملاء مقابل استخدامه.

وتتمثل القيم الأعظم للذكاء الاصطناعي في القدرة على استيعاب وفهم كميات هائلة من المعلومات، وإخضاع جميع المعاملات لتحليل يتجاوز الأساليب القائمة على القواعد أو الأساليب الإحصائية، فالذكاء الاصطناعي لا يتطلب حرفيًا أية عينات، فهو يقلل الوقت والتكاليف المرتبطة بتحليل البيانات ويوفر طرقًا جديدة للإبلاغ عن الاكتمال والدقة ومخاطر الأخطاء الجوهرية، وفى النهاية تعمل هذه العوامل على خفض درجة المخاطر المرتبطة بتقديم رأي للعملاء حول جودة بياناتهم.

وكما هو الحال عند استخدام ونشر أي تكنولوجيا جديدة، يتعين على الشركات الاهتمام بكيفية تدريب الأفراد ودعمهم بواسطة البائع. كما تتمثل مجالات التغيير الحرجة التي يجب مراعاتها في كيفية تعامل الذكاء الاصطناعي مع استيعاب البيانات من أنظمة العملاء، ووضع مخططات سير العمل للمنتجات بالتوافق مع عمليات التدقيق، وتقديم التقارير إلى العملاء، هناك تكاليف مرتبطة بتلك العمليات، كما يلزم تخصيص وقت لإعداد وتأهيل كلا من المستخدمين وقادة الأعمال.

ومن المهم معرفة ما إذا كان بائع تقنية الذكاء الاصطناعي لديه برنامج قوي لتطبيق الذكاء الاصطناعي وخدمات دعم تناسب احتياجات المؤسسة.

فهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي

إن الاستثمار في التقنيات الجديدة هو بمثابة رحلة ويجب على الشركات أن تفهم ما تحققه وتحصل عليه بعد التكلفة والدعم، وإن معرفة أن الأداة تستخدم بالفعل الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي، بالإضافة إلى فهم كيفية عمل الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي يمثلان المفتاح لتحقيق أكبر قيمة.

على عكس الأدوات التقليدية، هناك أسئلة جديدة يجب طرحها على بائعي تقنيات الذكاء الاصطناعي:

• كيف يتم تجنب مشكلة "الصندوق الأسود"؟ يسهل على البائعين إدعاء استخدامهم للذكاء الاصطناعي، بينما الحقيقة غير ذلك، وفي حالات أسوأ حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة غير شفافة تجعل من الصعب فهم الدور الذي تقوم به تقنية الذكاء الاصطناعي، فيجب أن يكون البائعون قادرين على شرح كيفية استخدامهم للذكاء الاصطناعي في أداتهم ويجب أن تقوم الأداة بنفسها بشرح تحليلها ونتائجها.

• رغم أن الذكاء الاصطناعي يقدم طرق جديدة لتحديد المخاطر وتوفير قيمة للعملاء، إلا أنه يتعين على البائع أن يكون قادرًا على شرح خوارزمياتهم وكيفية ارتباطها بتقييم المخاطر والإبلاغ عنها، كما يتعين عليهم شرح كيفية تفوق تلك الخوارزميات على طرق الاختبار والإحصاء التقليدية القائمة على القواعد - القيمة الحقيقية للذكاء الاصطناعي. إن كانوا لا يقدمون شيئًا سوى قانون بنفورد وعمليات الفحص بعد نهاية الأسبوع، فإنهم لا يقدمون أي قيمة.

• هل لدى البائع خبراء بالفعل في الذكاء الاصطناعي من بين موظفيه؟ يجب أن يتم بناء برامج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي عن طريق مجموعة من علماء البيانات، وخبراء التعلم الآلي، والمبرمجين. اطلب مقابلتهم ومعرفة حقيقة الأمر.

• هل هناك نتائج محددة حققها مستخدمين فعليين؟ إذا لم يتمكن البائع من الاستشهاد بتجربة عملاء أو دراسات جدوى فعلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، فإن فرص النجاح تكون منخفضة.

إن اعتماد تقنية تقوم على تغيير قواعد اللعبة يتطلب أساليب جديدة للبحث عن الحل وتدقيقه. ونظرًا لأن الأدوات التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي مصممة لتوفير مستوى من ضمان المخاطر لم يكن ممكنًا من قبل، فيتعين على قادة الأعمال اختيار البائع الذي يوفر أفضل وضع تنافسي لشركتهم.